عند الحديث عن العلاج النفسي والذي أصبح أمر غير مستغرب في الآونة الآخيرة -بل ويتصدرقوائم عنواين البودكاستات المختلفة- لطالما لفت انتباهي مصطلح “العلاج المعرفي السلوكي” لأنه علاج بدون المخاطرة، ظننت أنه آمن وسهل وما أجهلني. أردت بشدة الخوض فيه وتجربته ولكن لماذا نفتح الأبواب المغلقة ونحن لسنا بحاجه لذلك. فقررت الاطلاع عليها من باب الاطلاع فقط والسبيل إليه كان كتاب “العقل قبل المزاج” وذلك حين تحدثت عنه ممن أثق في حكمهن فقررت اعطاء هذا الكتاب فرصة. قبل اسبوعين اختلقت عذر للطلب من جرير كعادتي لأستطيع أن اطلب ما أريد من الكتب، وهذة حيله اعتدت عليها في صغري حتى اقنعهم بالذهاب وشراء ما أريد ولم استطع أن اتخلص منها حتى الآن. وكان كتاب “العقل قبل المزاج” من ضمن هذة الكتب.
لم أجرب من قبل قراءة هذا النوع من الكتب ولا حتى طريقة القراءة المقترحة له، فالكاتب يقترح أن نقرأ ما نحتاج فقط من الكتاب وأن نقرأه على مهل ولا ننتقل للأجزاء الأخرى حتى نتأكد من إتمامنا للمهارة المطلوبة. أنهيت الكتاب خلال أسبوعين تقريباً وأراها سريعة جداَ على الكتاب حيث يقترح الكاتب تحديد ما نود علاجه وتطبيق المهارات عليه حتى يتم العلاج تماماً والذي بدوره يستغرق وقت طويل من الزمن. فقررت أن أقر كل الكتاب وعند التطبيق أعود للأجزاء التي احتاج فيها للكتابة ونقل ما احتاجه من جداول إلى مذكرتي للحفاظ على خصوصيتي. اعلم أن تطبيق التمارين في الكتاب يتطلب عزيمة وصبر واجتهاد لإنهائه لأنه علاج، والعلاج نصبرعلى مرارته لنتذوق حلاوة الصحة الجسدية والنفسية في هذة الحالة.
بشكل عام وبصوره سريعة الكتاب يعالج الأفكار التي تؤثر في حالتنا المزاجية، يقترح استخدام سجل الأفكار لمساعدتنا على فهم لماذا أصابتنا في هذة الحالة المزاجية من فكرة معينه ويساعدنا على إيجاد بديل للفكرة وأراه حل رائع ومناسب إذا أردنا معالجة أمر طارئ وموقف حدث للتو. ولكن أكثر ما أعجبني هو البحث في الافتراضات الدفينة والقناعات الجوهرية ومعالجتها ومن ثم وضع الخطط البديلة وتنفيذها ويقدم أدوات لتقييم التقدم. سأحاول الالتزام بهذة الخطة قدر المستطاع وربما اكتب تدوينة مستقبلاً عن النتائج.
لا أستطيع إنكار فضل الكتاب في مساعدتي على كسر قاعدة القراءة لدي، والتي تلزمني بقراءة ما بين يدي حتى أنهيه وقراءة كتاب واحد فقط. كنت أتمنى أنني استطيع كسر القاعدة وحققه لي الكتاب خصوصًا أنني قراءته بعد ما أنهيت الحرب والسلم وأصابتني تخمه لا أعلم علتها. هل هو تولتسوي؟ هل هي الأجزاء الأربعة؟ هل هي عدم قدرتي على التجول خارج أسوار موسكو وقصورها؟ أم أن كل هذا اجتمع مع قاعدتني في القراءة. كل ما اعلمه أنني توقفت عن القراءة لمدة شهر أو يزيد وأنني أحاول الحبو إليها من جديد.
