الأرشيف الشهري: جوان 2023

منتصف يونيو

“تمر عليك أيام تتنفس من ثقب إبرة، مهمام متراكمة ومهام جديدة، وتمر بك أيام أقصى ما تحتار فيه هو لون الورد الذي تشتريه! والثانية زادٌ للأولى.”

يخطر ببالي كثيرا هذا الاقتباس من الرائعة نوف اليحيى، وأيامي هذة هي من الأيام الأولى. خُطط كثيرة وأيام مليئة بقوائم مهام طويلة أقوم بافراغها وإعادة ملؤها. وفي منتصف إنشغالي اسرق بعض الوقت لدرويش يحكي لي حكايته وأتوه معه في أفكاره، يحكي لي عن كل شيء. عن حياة الدراويش والعتبة عن أخيه ومصيبته، عن أبيه الطيب، عن صديقه الغريب، وعن إسحاق. عند قرائتك لرواية الدرويش والموت عليك الإستعداد للدخول في التفكير المفرط للشخصية الرئيسية للرواية. لم انتهي منها إلى الآن فلا استطيع أن احكم عليها حكم عادل ولكني متأكدة أن العمود الأساسي في بناء هذة الرواية كان التفكير المفرط (Overthinking).

أكثر ما يشدني في الروايات هي الشخصيات، وتركيبها وتعقيدها وحروبها الداخلية ومحاولة السيطرة على مشاعرها ومحاولة قراءة العالم من حولها. لذلك أحببت الدرويش لأنه صادق في وصف نفسه والتعبير عن أفكاره لا اعلم ما انتهى عليه ولكني انتظر. أحبببت بيير في الحرب والسلم وأندريه وناتاشا وماريه ونيقولا، لأنها شخصيات تطورت ولم أحب صونيا مثلاً. أظن انني لا زلت أعيش في رواية الحرب والسلم مع أني انهيتها في مارس تقريباً. وقد أخذت من وقتي بكل كتبها الأربعة مثل الوقت الذي أخذه مني نصف حكايا الدرويش! يوماً ما سأكتب تدوينه مفصله عنها.

ترتيب المكتبة كان من ضمن المهام لدي البارحة، عندما أحضر زوجي مجموعته من الكتب القديمة، اضطررت أن أعزل له صف كامل في مكتبتي وأقسمه حسب مجالات قراءته. انتهزت الفرصة لأُخرج مجموعة من الكتب لبيعها، وهذة أول تجربة لي في بيع الكتب. سأحكي لكم التفاصيل إذا قبلت عرض المشتري وأتممت عملية البيع. اعتقد أن سوق الكتب المستعملة بدأ يصبح رائج مؤخراً فالكثير من المتاجر الالكترونية للكتب المستعملة بدأت تمارس نشاطها التجاري. أتمنى أن تزدهر وتنجح هذة التجارة فلا مانع لدي من بيع كتب أصبحت لا تلائمني واتيح المجال لكتب جديدة.

لا أعلم كيف انتهى بي المطاف بالحديث عن الكتب والمكتبة، ولكنه منتهى حديثي غالباً. فكرت أن تكون تدوينة خفيفة سريعة ولا أريد أن أنهيها بدون توصيات، فعلمت أن خير ما أوصي به هو أول ما ابتدأت به. أنصحكم بمتابعة نوف اليحيى تقدم محتوى مختلف مدهش، محامية ومتحدثه رائعة وذات عقل وحكمه. توصي بكتب رائعة وأماكن بيع قهوة جيدة، وتبحث عن ألذ ماتشا في الرياض. والآن العودة لقائمتي.

ضياء وإنطفاء

تتبدل الأيام وتتبدل أحولنا معها نتقلب بين حماس مشتعل وإنطفاء تام. قرأت قبل فترة تغريدة يتسأل صاحبها عن حقيقة وجود ضوء آخر النفق؟ فكانت إجابتي أننا نترقب الضوء في مكان خاطيء، الضوء بداخلنا لا بآخر النفق. وأؤمن أنه تعبير حقيقي وليس مجازي، بداخل كلاً منا سراج يضي له عتم الليالي والأيام الكالحة.

طبيعي أن تمر أيام نشتعل فيها ضياءً ننهي قائمة المهام اليومية ونعرج على المهام المؤجلة، نشعر بأن يومنا رائع ولو كان مليء بالصعوبات، بل نراها تحديات تزيدنا حماس. نُبدع في رؤية النعم المحيطة بنا، نمتلي فيها ضياءً و نعكسه على من حولنا. ثم تمر علينا أيام لا نستطيع فيها إشعال السراج فضلا عن انطفائه في المقام الأول. تكون الأيام معها صعبة ثقيلة لا نرى شيء على حقيقته، لا نرى شيئاً أبداً كل ما حولنا غارق في عتمة الظلام.

عند الإنطفاء كنت أجزع من الوضع الذي صرت إليه، أحارب بكل قوتي لإشعال السراج مجددا فأصبح أنا الفتيل الذي يحترق. دائما تفشل محاولاتي وتتفتت كآخر قطعة من فتيل اعتاد الإشتعال. فتطول مدة إنطفائي وإن عدت تكون عودتي بحماس أقل. حتى صرت أرى بوضوح لحظات انطفائي وضيائي أراه أمامي كرسم بياني بين صعود وهبوط. لاحظته أول مرة عند تقليبي لمفكرتي في قسم المراجعة نهاية كل شهر ميلادي، وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تتكرر كل شهر. تعلمت أنه كلما اشتد بي الضياء لزمتني أيام إنطفاء بعده ثم تعاود الكره مرات عدة. تعلمت أن لا أجزع عند انطفائي ولا أحارب المشاعر التي تجتاحني وقتها مثل الخمول والكسل لأني اعلم أنها تمثل نقطة إنطلاق جديدة.

الخروج من هذة الأيام يتطلب منا شجاعة اختيار الإنطفاء، يقتضى الأمر أن نستسلم فقط، ولا يعد الاستسلام هنا هزيمة بل بداية لانتصارات كبرى ومواجهة أقوى. فلماذا نخاف من الإنطفاء؟ هي مرحلة نريح فيها المحرك، هي مرحلة التزود بالوقود، مرحلة اكتشاف الذات والإنغماس في ملذات خاصة. وقد يكون هذا حافز رائع لمن يريد أن ينطفي للمرة الأولى، اكتشف وقودك. اسأل نفسك مالذي يساعد على إشعال فتيلك مرة أخرى؟ والقاعدة الرائعة هنا أن لكل منا وقود مختلف لسراجه، قد يكون وقت تقضيه مع العائلة أو قراءة كتاب أو الرسم أو طبخة جديدة أو التنظيف أو أعمال يدوية. اسمح لنفسك بالإنطفاء، اكتشف ذاتك وانغمس في ملذاتك.

ما بين الإهمال وفرط التربية

الكل يطمح أن يكون طفله الأول على الصف، وموهوب، وذكي، ورياضي، وقارئ، ومفوه، وحافظ للقرآن، وذا دين وأخلاق حسنة… الخ من الصفات التي لا يمكن أن يتصف بها شخص واحد لأن الكمال صفة إلهية. مع ذلك فإن هذا الهدف الغير واقعي هو هدف الكثير من الآباء والأمهات. ويجتهدون في تنفيذه إلى أن يصل بهم الحال إلى حالة شائعة عند خبراء التربية قرأتها في أحد الكتب وهي “فرط الأبوة والأمومة” أو Helicopter Parenting وكان لهذا المصطلح وقع خاص علي، أنا الأم لطفلين عمرهما أقل من خمسة سنوات. هذة الحالة هي فرط الاهتمام بالطفل وفرط التحكم بجميع جوانب حياته بهدف الحصول على أبناء مثاليين من الناحية الصحية والنفسية وذو إنجازات أكاديمية وعلى المدى البعيد إنجازات مهنية أيضاً. واحدة من سماتها المميزة أنها لا تقبل أخطاء الطفل وهذا يتنافى مع طبيعتنا البشرية حيث تعد الأخطاء جزء مهم من العملية التعليمية. شُغلت بهذا المطلح منذ قرأته أول مرة، وأردت أن اعرف كيف لفرط الاهتمام أن يؤثر بالطفل؟ وكيف يقارن أثر فرط الاهتمام بالإهمال وكيف أعرف إن كانت تنطبق عليّ هذة الحالة؟

لا أحد يستطيع إلقاء اللوم على الأهالي لأن هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى تبني هذا الهدف الغير واقعي. المجتمع أصبح مجتمع إستهلاكي رأسمالي، يحث الأهالي على تحسين فرص الوظائف لأطفالهم! وهذا مثال مُشاهد غير مبالغ فيه. أحد المَشاهد مثلاً تعلم اللغة الإنجليزية قبل تعلم اللغة العربية لأن -بحسب نظر الأهالي- ستكون المنافسة في المستقبل على الوظائف أشد ضراوة منها الآن واللغة الانجليزية مطلب أساسي. التضخم في المعلومات التربوية في جميع قنوات التواصل الاجتماعي من أخصائيين وغير أخصائيين كذلك. سهولة مقارنة الأطفال ببعضهم البعض مع اختلاف خلفياتهم التعليمية والاجتماعية، مما يدفع الأهالي إلى مزيد من الاهتمام والرعاية وجدولة الكثير من النشاطات للطفل ونقصد هنا الإفراط فيها. وكأن الفراغ والملل أمر مهدد لمستقبل الطفل مع أنه على العكس تماماً، يزيد من قدرة الطفل الابداعية باختراع ألعاب تملى عليه وقت فراغه. كما أن المقارنة لا تقتصر على الأطفال فقط بل يقارن الوالدين بعضهم ببعض ويخافون من فشلهم في تحقيق أهدافهم المرجوه من الطفل. كل هذة الأسباب أدت إلى نشأة مصطلح فرط التربية.

عند بحثي عن هذا المصطلح اكتشفت أن علماء التربية قد قسموا التربية إلى أربعة أقسام كما يتضح في الصورة أعلاه، وهي مقسمه كسلسة من الأنواع تبدأ بالصرامة الشديدة وتنتهي بالاهمال التام. وهي مفصله كالآتي:

  • التربية السلطوية (Authoritative): وهي التي تفرض سيطرة الوالدين على الأبناء على جميع جوانب حياتهم وتأمل من الطفل تحقيق إنجازات عالية، وتهتم بإنجازات الطفل أكثر من مشاعره. قد ينتج من هذة التربية أبناء مطيعين ذو إنتاج أكاديمي مبهر ولكن في مقابل هذة النتائج تتأثر علاقة الأولاد بوالديهم، ويعانون من القلق، والخوف من الفشل، وضعف في مهاراتهم الاجتماعية.
  • التربية الحازمة (Authoritarian): وهي التربية العادلة التي من خلالها يستطيع الطفل أن يتواصل مع والديه بطريقة إيجابية لأنها تهتم بمشاعر الطفل مع ذلك هي لا تهمل الحدود المفروضه على الطفل فتتعامل مع اخطائه بحزم. ينتج من هذة التربية أطفال ذو ثقة عالية بالنفس، ومهارات اجتماعية ممتازة، وعلاقة وثيقة مع الوالدين أُسست من الصغر.
  • التربية المتساهلة (Permissive): هم أصدقاء أبنائهم ليس هناك حدود للطفل، ولا تتعامل مع أخطائهم بشدة فهي تهتم لمشاعر الطفل أكثر من اهتمامها بتقويم سلوكه. ينتج من هذة التربية أطفال غير مسؤولين، لا إنجازات أكاديمية تذكر، لا رادع لهم ولا أساس يلتجؤون إليه للتحقق من صواب أفعالهم.
  • التربية المهملة (Uninvolved): يوفرون حاجات الأطفال الأساسية مثل المأكل والمسكن ويهملون جميع الجوانب الأخرى. لا يأملون من أطفالهم أي شيء ولا يفكرون كثيراً في ذلك. ينتج من هذة التربية -وإن صح تسميتها تربية- أطفال بأمراض نفسية، ولديهم نقص في الثقة والأمان، ضعف مستوياتهم الأكاديمية، غير مسؤولين، علاقاتهم الإجتماعية سيئة.

وقد اتفق علماء التربية على أن التربية الحازمة هي أفضل الأنواع، وقد تختلف التربية لكل طفل عن الأخر في العائلة الواحدة وذلك لعدة عوامل أهمها الحماس في البداية، الثقافة والإطلاع، الخبرة، كثرت المسؤوليات.. الخ.

ولكن ما علاقة ذلك بفرط التربية؟ وأين هو من هذة الأنواع؟ فرط التربية لا يتعارض مع أياً منها -ما عدا التربية المهملة طبعاً لإنعدام وجود الاهتمام من الأساس- بل يكون عامل إضافي يختلف باختلاف الأهداف. فمثلاً فرط التربية في التربية السلطوية والحازمة تعني أن الوالدين يعملون جاهدأ أن يحصل الطفل على ما يردونه هم ويضعون أهدافاً ويمضون قدماً لتحقيقها. أما التربية المتساهلة فهم من يعملون جاهداً لكي يحصل الطفل على ما أراده هو. وفي كل الحالات يتدخل الأباء بشكل مفرط يؤدي إلى إنقلاب أهدافهم تماماً وفساد الطفل. ومن آثار الإفراط في التربية كما وصفتها مقالة قرأتها:

  • نقص الثقة وقل تقديرالذات.
  • غير قادر على التكيف مع التغيرات.
  • قلق.
  • شعور عالي بالاستحقاق.
  • جاهلين في المهارات الأساسية الحياتية.

نتائج مخيفة قد تختلف عن نتائج الاهمال ولكنها تتشابة من ناحية أنها نتائج غير مرضية وأطفال غير سعيدين. الحل برأي المختصيين أن نجعل الطفل يتعلم من اخطائه أن نجعله يعاني من نتائج قراراته أن نجعله يؤدي المهام التي يسمح له عمره بالقيام بها ونصبر عليه إلى أن يُتمها ويتقنها. علينا أن لا نتدخل دائما بل نختار الأمور التي نتدخل بها بعناية وهي الأمور التي تساعده على النمو واكتساب مهارات تفيده لا تقيده. بالنهاية أرى أن الخيار الأنسب والذي يجب أن نضع نصب أعيننا عليه هو خيار التربية الحازمة العادلة مع إعطاء أبنائنا مساحة لأباس بها من حرية تفيدهم لا أن تفسدهم.

As parents, we have a very difficult job. We need to keep one eye on our children now—their stressors, strengths, and emotions—and one eye on the adults we are trying to raise. Getting them from here to there involves some suffering, for our kids as well as for us

Dr. Gilboa

مصادر:

خمسة أشهر من العيش ببطء

في تدوينة هيفاء 7 مايو ذكرت مفردة «البطء» التي تفكر فيها كل يوم بشكل جديد فابتسمت على الفور لأني اخترتها لتمثل كلمة العام في مفكرتي أو ما يعني الطابع العام لهذة السنة. اخترتها بعد أن قرأت كتاب «في مديح البطء» والتي أوصت به بشدة نوال القصير وأشكرها على توصياتها الرائعة دائماً. اتذكر جيدا طريقتي في قراءة الكتاب لا أعلم أهو من تأثير العنوان عليّ حيث كنت أتناول مواضيعه ببطء ولذة عجيبة أنا التي كنت التهم الكتب التهاماً!

في فصول حياتي السابقة كنت أكثر انشغالاً وتشتتاً مني الآن، مع ذلك كنت استطيع تقريبًا السيطرة على قوائم مهام بقدر معقول. أما الآن بعد الأمومة أجاهد في السيطرة على قوائم مهام لا نهائية ومترامية الأطراف بكل المجالات ولا استطيع. أنا لا افتقر للإسترخاء لأني استقطع وقت لا بأس به عند نوم أطفالي ولكن المهام هي ما تؤرقني فما زال يعيش في داخلي ذلك الهاجس الغير مبرر لأنهائها كلها بسرعة وكأن موعد نهائي محدد لكل مهمة ماثل أمامي ويطاردني. حتى المهام التي استمتع بها مع الصغيرين مثل الاستحمام كنت اضعه في مفكرتي كمهمة يجب الانتهاء منها!

بعدما قرأت الكتاب ذهلت ببساطة الفلسفة التي يؤمن بها الكاتب أي فلسفة البطء. وشعرت باستاء لأني اطبق قانون التسارع على كل المهام، وشعرت باستياء أكثر لأني لا أتممها ثم لا أشعر بالرضا التام عن ما فعلت. شعور متواصل من تدني الإنتاجية وسوء التنظيم يطاردني كشبح. وهذا ما يحاول الكاتب أن يلفت نظرنا إليه ربط السرعة بالغضب.

هذا ما يقودنا إليه وسواس السرعة وتوفير الوقت. إلى الغضب في الطريق، والغضب في الأجواء، والغضب عند التسوق، والغضب في المكتب، والغضب في الإجازة، والغضب في صالة الرياضة. وبفضل السرعة، بتنا نعيش عصر الغضب.

في مديح البطء، كارل أونوريه

قررت الهدوء وإعادة كتابة قوائم المهام التي تطفو أمامي دائمًا وتشعرني بتدني إنتاجيتي لأني لم أتمها. وضعتها في قسم خاص بها آخر المفكرة كما أفعل بداية كل سنة عند اقنتائي مفكرة جديدة. خصصت بعضها لي وبعضها لزوجي وبعضها مهام مشتركة، نقوم بها سوياً أو يقوم بها شخص يكفي عن الآخر. المفارق في الموضوع أننا بدأنا بإنجاز هذة المهام هذة السنة مع أن هذة القوائم نفسها كانت تنتقل معي وتتضاعف على مدار السنوات السابقة. الاختلاف كان في فلسفتي في إنجاز المهام.

حين نخوض الحرب على عبادة السرعة، تكون خطوط القتال الأمامية داخل رؤوسنا. فسيظل التسارع الإعداد الإفتراضي حتى تتغير مواقفنا. علينا أن نتعمق أكثر. أن نغيّر الطريقة التفكير بها.

في مديح البطء، كارل أونوريه

حاولت أن افكر في الفلسفة الجديدة عند تحديد أهداف هذة السنة وكانت النتيجة مرضيه كأول محاولة للتغير. كما أن مخطط ال Passion Planner الذي ذكرته في تدوينتي السابقة ساعدني على تطبيق الفلسفة بسهولة. اعترف أنني فشلت في تحديد أحد هذة الأهداف ضمن فلسفة البطء وهو عدد الكتب التي أريد قراءتها هذة السنة. العدد كبير على الفلسفة الجديدة ولكن بعض الأمور تكون ضاربة في الجذور لا تتغير بسهولة. فلا بأس بالمرونة وبعض التنازلات.

في النهاية كشف الكاتب عن سر النجاج الذي تملكه حركة البطء، بأنها تروّج المتعة. أي أن مبدأ فلسفة البطء هو قضاء الوقت الكافي لإنجاز الأمور بالشكل الصحيح، وكذلك التمتع بها أكثر. وهذا ما لمسته واقعاً هذة السنة، فمع انقضاء خمسة أشهر من هذة السنة استطيع أن أجزم أنها فلسفة رائعة. فمعظم الأهداف أُنجزت، كما أنني استمتعت بالرحلة. والمؤشر الرائع لنجاحها هو اختفاء مؤقت العد التنازلي الذي كان ماثل أمامي طوال الوقت جنبا لجنب مع قوائم المهام اللامنتهية.