عزيزتي رَ هل تعلمين لما أضع الفتحة على أول حروف اسمك هنا؟
الليلة التي صعدت فيها روحك إلى السماء كنت أنا هُنا على الأرض أكاد أُجن من فرط وقع الخبر. لم استطيع النوم، شعوراً ظل يحثني على أن استعرض كل حساباتك الشخصية على الانترنت. وعلى عكس الكثير -ربما- لم ابحث عن صورك في هاتفي، حتى بعد تلك الليلة بأسابيع. كنت ابحث عن الكلمة. شعرت أنك ما زلت حية من خلالها أحسست أن الروح تدب فيك عند كل كلمة أقراها. أم أنها كانت تدب فيني أنا -لا أعلم-.
بدأت في تويتر مكاننا الأثير، أعادني بالزمن خمسة عشر سنة وربما أكثر. من عادتي بعد أن أنطق بمدة زمنية كهذة أقول “عُمُر” لكني هنا توقفت كثيراً بعدما كتبتها. لم أجرؤ أن اقول انه كان عمراً، بل مرت كلحظة بل ثانية. خمسة عشر سنة مدة قصيرة اقضيها معك. كان تويتر هو المكان الشاهد على تغيراتنا، قضينا فيه مراهقتنا المتأخرة ثم الشباب وانتهى -انتهى-. كانت نظرتنا قاصره ككل الشباب، كنا في قمة حماسنا للحياة مفرطين في التفاؤل نخطو خطواتنا الأولى في عالم الكتب نمتص كل ما نقرأ كاسفنجة، كما تحبين أن تذكري هذا دائما. ثم هدأت الشعلة وتوازنت النظرة وأخذنا الحياة بجدية أقل. لم نسقط في وعر التشاؤم أبداً. أعلم أنك في مرحلة تالية زهدتي في الدنيا أما أنا فلا، هذة مرحلة سبقتني بها وأوصلني لها موتك.
منشور رَ في رديت رداً على محزون يعاني ألم الفقد
أما “ريدت” تطبيقك المفضل، كان عزائي بعد وفاتك. قبل عامين كتبت رداً (الصورة في الأعلى) تواسين فيه محزوناً يبكي فقيده، كانت كلماتك في غاية اللطف مسحت عن قلبي حزني بطريقة غريبة. ترى هل كنت تعلمين أني سأكون أنا ذاك المحزون وستكونين انت ذاك الفقيد؟ لم تحبي الشكوى وترفضي أن تعيشي في الحزن، كنت اعلم ذلك. لم أكن اشكي لك كما اشكي لغيرك، كنت أصيغ مشاكلي كسؤال فلسفي أخلاقي نناقشه سويًا. وكنت أعود دائمًا وقد حلت عُقد كانت تعتصر قلبي. غرقت تلك الليلة في حسابك، أصور كل ما تقع يدي عليه. احتفظ فيه وأكرر قراءته أكثر من مرة وكأن ما كتبتِه سيرحل كما رحلتي! فتحت الصفحة الرئيسة لحسابك ثم ضمتت هاتفي وأغمضت عيني. “الحمدلله باقي لي من رَ شيء ما عرفته عنها، باقي لي من رَ كلام ينتظرني أقراه! الحمدلله هي ما انتهت باقي لي منها شيء!” ظللت أردد تلك الجمل حتى غفوت. تبدو الفكرة طفولية وغير منطقية الآن لكنها لم تكن كذلك وقتها؛ خلت الحياة من المنطق في تلك الليلة.
في الليلة التالية تذكرت انستقرام. وجدتك هناك كما كنت قبل سبعة سنوات؛ تركته قبل سنة واحدة من المرض. ألمني حسابك فيه وجدتك صغيرة جداً، ونابضه بالحياة. تصفحته سريعاً ووقعت عيني على منشور كان رائجاً وقتها. تحديتك فيه أن تكتبي عشرة حقائق عن نفسك، كنت ممتنه أن الله قدر لي اختيارك بالتحدي. كتبتِ فيه عدة حقائق عن نفسك وقد شدني منها هذة الحقيقة: أن من حولك ينطقون اسمك بطريقتين بفتح الراء وبضمها، وأنك تعلمين كل شخص وطريقته. حينها فقط اكتشفت طريقتي يا رَ.
سأظل اكتب لكِ حتى ألقاك يا حبيبتي في جنات عدن بإذن الله، أحبك.
استحضر الآن مقطع لفيلسوف هندي، لاقى رواجاً قبل فترة طويلة. يقول فيه الفيلسوف “كان هناك رجل يمتلك محل يبيع فيه الشاي، لا يكاد يسلم أحداً من سطوه لسانه. وإن تسمع له تعجب منه؛ له آراء كثيرة في كل المجالات فهو ينصح الوزير والأمير والشاب الفقير. والدكتور والمهندس والطيار والكبار والصغار. وله من الاراء ما تعجب منه لدقته ورجاحة عقله غير أن مشكلته الوحيدة أنه لا يحسن صنع الشاي!” يقول الفيلسوف أن من السهل جداً على الشخص أن ينتقد الآخرين على أن يلتفت لعمله ويحسنه. ولعلي لفترة طويلة كنت أنا صاحب محل الشاي، كنت أكيل الانتقادات على الشكاؤون البكاؤون. أرى ما لا يرون وأعرف ما لا يعرفون، فأراد الله أن أجرب صنعتهم لكي أعرف ما يدور خلف الشكوى والبكاء.
أصبحت مُدرسة بديلة في يوم وليلة، رزق ساقه الله لي فالحمدلله على ما وهب. وكعادة المؤسسات مع الموظف البديل، رميت في عرض البحر بلا سترة نجاة. وكونها كانت تجربتي الأولى في التدريس شككت في قدرتي على شرح المعلومة وإيصال الفكرة لطالباتي. خصوصاً أنني لم أحب التدريس يوماً ولا أرى نفسي كمعلمة. كنت وقتها اتذكر تحلق زميلاتي حولي قبل كل اختبار لأشرح لهن، ومن ثم اتذكر سعادتهن بعد الخروج من الاختبار والشكر الذي كن يمطرنني به. فأطمئن واستعيد شتات الثقة وأنهض.
وبعد عدة حصص دراسية علمت أن إيصال المعلمة ليس بتلك الصعوبة التي كنت أتخيلها. إنما تكمن الصعوبة في الإعداد للدروس المختلفة حسب المناهج المنوطة بي، التكرار الممل للشرح لكل فصل والمهام الجانبية التي تأخذ من وقت وجهد المعلم. وبالطبع حياة الأم العاملة التي قد اكتب عنها في تدوينة منفصله لأنني فيها استعدت قدراتي الرائعة في التخطيط المسبق وتنفيذ الخطط بالدقة المطلوبة. كنت وقتها استعيد مجد سابق، شعور يشبة الانتصار ودف لم الشمل.
هذة التجربة الجميلة جعلتني أدرك مدى عمق العلاقة التي يستطيع المعلم أن يبنيها مع طلابه. وبشكل غريب جداً استطعت أن أعيد إحياء ذكرى جميع المعلمات والأساتذة ودكتورات الجامعة وأرى من أعينهن ما كان يحدث. وبشكل أغرب كنت استطيع أن اُسقط على الطالبات -في كل فصل ادخله- الشخصيات التي كانت تدرس معي في المرحلة المتوسطة. ولا اعلم لماذا استحضرت هذة المرحلة بالتحديد! في كل فصل أدخله أرى فلانه من هنا متمثله بفلانه من تلك الحقبة التي كنت أظنها ليست بعيده جداً حتى “أصبحت مدرساً”. أدركت أن الاختلاف بين ما يجري اليوم وما كان يجري وقتها لا يمكن أن يحدث في فترة قصيرة.
رأيت فيها مدى تطور مناهج الحاسب الآلي الذي بالمناسبة يسمى الآن “تقنية رقمية”. غبطت هذا الجيل على تنوع منهجهم ومواكبته لتطور العلم نفسه. وبمناسبة الحديث عن تطور العلم ساعدني تشات جي بي تي كثيراً في استعادة المعلومات القديمة وتبسيط بعض المعلمومات لتقديمها للفئة المستهدفة. خرجت من هذة التجربة وقد وثقت علاقتي بالذكاء الاصطناعي أكثر واستطعت أن القي عليه بعض المسؤوليات كمساعد شخصي خارج وداخل إطار العمل. مما خفف عبء المهام الضرورية والتي تأخذ حيز من الوقت والجهد.
هل سأكرر التجربة؟ إذا سنحت لي الفرصة مرة أخرى أن أكون معلمة بالطبع لما لا. لكني سأحرص على تكرار تجربة الأم العاملة سواءاً كنت معلمة أم لا. على عكس ما كنت أعتقد انعكست هذة التجربة عليّ وعلى أطفالي بشكل رائع.
قبل أكثر من ثمانية عشر سنة عرضت على التلفاز حلقة للمسلسل الشهير آنذاك “أهل الغرام” ومن حسن حظي أنها كانت تلك الحلقة. لا أذكر قصتها ولا قصة أبطالها كل ما اذكره منها هو ما سأحاول وصفه الآن، تبدأ الحلقة بمجموعة لقطات تعبر عن ذكريات حميمية بين أم وابنتها. أول ذكرى هي صورة الولادة ثم صورة لأول خطوة للأبنه ثم صورة لأول يوم دراسي لها وهكذا تتابع الذكريات حتى تكبر البنت. وكانت الموسيقى الخلفية أغنية “يلا تنام” لفيروز تُضيف سحر خاص للمشهد.
أثر المشهد عليّ كان جلياً رغم صغر سني وقتها، أحسست بعاطفة قوية تجاه ابنتي التي سأراها للمرة الأولى بعد اثنتي عشر سنة من تلك اللحظة. حفظت التهويدة التي سمعتها ذلك اليوم، أصبحت سري الصغير الذي أخفيه داخل قلبي منتظره بفارغ الصبر لحظة غنائها لابنتي. وبلغ مدى خصوصية هذة التهويدة في قلبي أنني لا أرضى أن أهدي بها أولاد أخوتي كنت أردد لهم التهويدة الشعبية “يا نوم دوخ دوخ بعيون “فلان” نوخ” أغنيها لهم وأنا أضحك طرباً لسر خفي. لذلك كانت لحظة غناء التهويدة “السرية” لابنتي ساحرة جداً، لحظة متخمه بالمشاعر المتراكمة على مدار اثني عشر سنة من الحب والفرح.
اليوم أصبح السر طقساً يومياً نحبه، فأنا اكتب هذة التدوينة بعد أن ناموا أطفالي و ظللت أغنيها لهم أكثر من أربعين دقيقة بلا كلل ولا ملل. ولم يفقدها التكرار سحرها وعذوبتها. ومع كل هذة السنين من التكرار اليومي ابتدعت نسخة خاصة منها، طال التغيركلمات التهويدة الأصلية. احتفظت بالطبع باللحن واستفتاحيتها ” يلا تنام يلا تنام لأهديلك طير الحمام، روح يا حمام لا تصدق بغني للحلو تينام”. أحرص أن تكون تهويدتي الخاصة مليئة بكلمات الحب والعطف. اذكر فيها أسماء أطفالي واتبعها بكلمات تدل على جمال صفاتهم ومدى قرب مكانتهم لي. فأنا اقتنصها كفرصة لتعزيز وتأكيد وتأصيل مدى حبي لهم وإشباعهم به.
قرأت مقالة جميلة عن التهويدة تقول فيها الكاتبة أن الدراسات أثبتت أن تأثير التهويدات لا يقتصر على الأطفال بل يمتد لمقدمي الرعاية أيضاً. بعد يوم طويل من التربية واللعب والرعاية يكون مقدم الرعاية قد ناله من التعب ما ناله. قلق وتوتر وجداول لا تنتهي ثم تأتي لحظة احتضان الطفل وغناء التهويدة ليعم السكون ويهدأ الضجيج. ومفعول التهويدة السحري لا يتم بدون قرب الطفل لأمه ففي أحضانهم الصغيرة يكمن العالم بأسرة، وحاجتنا لتلك الأحضان تعادل حاجتهم لأحضاننا.
تؤمن صديقتي بفعالية هذة الأحضان وتطلق عليها “مضادات الأحزان” وقد قرأت في أحد الكتب ما يثبت ذلك علمياً، اذكر ذلك لأني قمت بمشاركتها صورة من الاقتباس. بل ويوصي الخبراء بأن يكون المعدل الأدنى لعدد الأحضان من ٧ إلى ١٢ حضناً خلال اليوم. لأهميته في الدعم النفسي ولزيادة ذكاء الطفل ونموه الجسدي. فأتت التهويدة كطقس احتفالي يقام في تلك المسافة الضيقة ما بين حضنها وحضنه وبه تختم الأحضان اليومية.
وتعلل الدراسات عن التهويدة وتاريخها وجود الكلمات والقصص الحزينة في بعض التهويدات، أن مقدم الرعاية المرهق نهاية اليوم يُفرغ ما يجول في ذهنه من مخاوف وأفكار في كلمات التهويدة. مثل التهويدة العراقية التي تشكي فيها الأم بعد الزوج المسافر. ثم تؤكد الدراسة أن الكلمات لا تؤثر على فعالية التهويدة على الأطفال لأن ما يعمل على تهدئتهم هو اللحن الذي يسمعه بصوت أمه. أما أنا فلي رائي آخر، إن كانت الكلمات لا تؤثر على عمل التهويدة في تهدئة الاطفال ومساعدتهم على النوم فهي تؤثر بكل تأكيد على وعي الطفل المسكين والرسائل التي تصله من مقدم الرعاية. شتان ما بين طفل ينهي يومه بكلمات حزينة وبين طفل ينهيه وهو ممتلئ بكلمات الحب والثناء بصوت يحبه ويألفه ويثق دائما بأن ما يخبره هو الحق.
أي فترات اليوم هي المفضلة لديكم؟ كنت سابقاً أجاوب على هذا السؤال مباشرة وبدون تردد أن فترة الصباح هي الوقت المفضل لدي. رائحة الصباح، وجبة إفطار لذيذة أفكر فيها قبل النوم ليزداد حماسي للإستيقاظ، وبداية يوم جديد. حتى غيرتني الأمومة في هذا الجانب كما غيرتني في جوانب عده وأصبحت أرى أن كل وقت هو وقت يستحق الإحتفاء به وبطقوسه الخاصة.
الصباح وشعور البدايات:
لطالما كنت أحب البدايات في كل شيء، يشتعل حماسي لحظة اتخاذ قرار معين والتجهيز له والإنطلاق بسرعة عالية ثم ما ألبث حتى أبدأ تدريجياً بالهدوء والاستمرار عليه بتوازن والعودة للبحث عن بدايات جديدة. في البدايات فرصة جديدة للتصحيح والعودة باستعداد أفضل بفضل ما تعلمته من الدروس السابقة، في البدايات حماس التجربة الجديدة والتعرف على بيئة مختلفة والنظر عن قرب لتنوع العالم وتنوع المجالات فيه. أحب البدء في كتاب جديد، أول رفرفات لجنين ينمو، حماس الموظف أو الطالب الجديد، تحضير مقادير طبخة مفضلة أو وصفة جديدة، الهبوط في مطار جديد ووجهة جديدة، ومثل ذلك كثير.
مازلت أحب الصباح مع أنه اصبح أكثر ازدحاماً مع طفلة تخطو سنواتها الأولى في التعليم وطفل دارج -كما يُسمى في المصطلح العلمي-. لم يمضى سوى أسبوع ونصف منذ بداية العام الدراسي الجديد ولم يأخذ صباحي شكلاً واضحاً بعد، أصبحت مسؤولة عن طفلي الدارج فقط بالإضافة إلى العمل على مشروع والتخطيط لمشروعيين آخرين. عند الاستعداد للذهاب للمدرسة أحب أن أضع أذكار الصباح للأطفال ليساعد ابنتي على الحفظ والترديد خصوصًا ان المدرسة ليست بعيدة بما يكفي لنسمعه في السيارة.
الظهر وموعد الأحبة:
أما الظهر فهو موعد عودة طفلتي وعودة الحياة لمنزلي الصغير، ما بين الذهاب لإحضارها ومحاولة معرفة أحداث يومها متع ومسرات صغيرة. جربت الأسئلة التي وضعها مختصين للأطفال وانبهرت من سرعة إستجابتها والحماس الذي أبدته والذي قابله برود تام وتجاهل عند سؤالي نفس السؤال ولكن بأسلوبي أنا! يقول المختصون لا تسأل سؤالاً عاماً مثل “كيف كان يومك؟” أو “ما الذي حدث اليوم؟” حاول أن تجعل سؤالك مفصلاً ودقيقاً ليجاوب طفلك ويستجيب معك مثل “ما أكثر شيء جعلك تضحك اليوم؟” أو “من الذي ساعدك اليوم؟” وهكذا سيبدأ الطفل بالاستجابة و قص الأحداث المرتبطة بسؤالك وقد يتذكر أحداثاً أكثر يقصها أيضًا عليك.
العصر ورائحة الكعك:
أحب رائحة الكعك في المنزل لأنه مرتبط عندي بذكريات عزيزة، ,اريد أن اصنع لأطفالي ذكريات كتلك. فأعدت إحياء هذا الطقس امتدادًا لحنان أمهات التسعينات الميلادية وما قبل. نحب كعك البرتقال و كعك الفراولة والكريمة البيضاء وأحاول أن اعيد طقوس قديمة مثل إعطاء أطفالي أداتي الخفق ليأكلوا ما تبقى. استطيع أن اتصور تلك الأيام أمامي الآن وأنا انهي بقايا الكريمة اللذيذة. وبالطبع لا ننسى الكعكة الرخامية بتموجات الشكولاته والفانيلا، ولكن الكعكة المفضلة عندنا هي خبز الموز.
كل من يعرفني يتعجب عند معرفة أن الموز هو فاكهتي المفضلة أنا وطفلي الاثنين. نستهلك الموز بشكل يومي ونادراً ما يفسد عندنا الموز أو ينضج تماماً. عندما ينضج الموز يكون كطقس احتفالي لأننا موعودين بخبز الموز الشهي والذي يشترط نضج الموز ليزداد طعمه حلاوة. اتبع فيه وصفة أروى العمراني ولكن استبدلت الزبدة العادية بالزبدة البنية التي نقلت الطبق لعالم مختلف وأضيف مع الخليط قطع من اللوز لإضافة قرمشه لذيذة. بعد استخدام الزبدة البنية لم استطع أن اعدها بطريقتها الأساسية مرة أخرى. ولنستفيد من وقت انتظارهم أثناء أدائي لمهام صعبة على الصغيرين نستخدم جهاز عدنان معلم القرآن لمراجعة السور أو حفظ سورة جديدة، لاحظت حماس ابنتي للحفظ والترديد ازداد عندما اصبح روتيناً ارتبط مع نشاط الطبخ المشترك. وهكذا أصبح للعصر طقس محبب لي ولأطفالي.
المغرب والعشاء ما بين العمل والاسترخاء:
المغرب قصير جداً ووقته مزدحم بالكثير من المهام مثل الصباح، إعداد العشاء ثم تناولة والتهيئة للنوم. أجهز وجبة الـ lunch box وأعد ما يمكن إعداده ليحفظ لي بعض الوقت في الصباح. ثم بعدها كما يقولون -ولا اتفق معهم فيه- هو وقت الأم الخاص. أفضل أن اسرق لي بعض الأوقات خلال اليوم واطوع مهامي على وقت أطفالي. علمتني الأمومة إدارة المهام والوقت كما لم يعلمني إياه شيئاً من قبل.
الآن عندما أُسأل أي فترات اليوم هي المفضلة لدي؟ أجاوب كلها، وكل واحدة تزيدني حماس لما بعدها. ماذا عنكم؟ أي الفترات تحبون؟ وهل عندكم طقوس مختلفة لكل واحدة منها؟
قد يكتب الله عليك أمرًا كنت تظن أنه لن يحصل لك أبدًا، تظن جهلًا منك أن هذة القصص تصيب الناس حولك فقط وليس أنت. تسمع بها تتعوذ من شرور تقلب الأحوال والأقدار وتمضي. حتى يحدث لك أمرًا يستدعي منك التوقف ثم تعلم أنك عبد من عباد الله ماضي عليك حكم الله كما هو ماضي عليهم. المثل المشهور عن الكأس نصف الممتلئ وتقسيم الناس لمتفائل ومتشائم بناءً على أي جزء من الكأس وقع نظر الشخص عليه يثبت أن هناك جانبين في كل كأس وفي كل قصة. أرفض رؤية جانب واحد على الأخر، هناك جوانب متعدده يجب أن نراها جميعها ولا نهملها لنستطيع أن نحكم على الأحداث حكم صائب ونعيش بواقعية. وهذا يقودنا إلى تقبل ما قد يحدث مستقبلاً ونجهز أنفسنا لذلك. أقول هذا وأنا أخشى القرارات لأنني أحب أن اعرف عواقب الأمور وأخاف من إنقلاب الأحوال، أحب الروتين وأخشى التغير. وكأنني أحصن نفسي بهذا من الأذى ولكن هيهات قدرك سيصيبك شيئت أم أبيت. علمت أن عليّ أن أربي نفسي على تقبل ما كتبه الله لي. أن اختار الرضا كرمًا وحبًا وعلمًا واعلم يقينًا أن في هذا الأمر خيرة لي لا اعرفها. وتربية النفس هذة تبدأ من قبل وقوع الحدث لأن ردة فعل الإنسان عند المصائب تنبع من إيمانه واختلاف ردات فعل الناس للمصائب تأتي من اختلاف أساس يرتكزون عليه لذلك “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”.
جهلاً من الإنسان رأى الموضوع من جانب آخر وأراد أن يتحكم بقدره. اعلم أن المصاب كالغريق يتمسك في أي قطعة خشب يراها ولكن هوس التحكم في الأقدار وجذب ما يريد الشخص ما هو إلا ضرب من جنون. المسلم العاقل المتدبر لكتاب الله يعلم أن خير البشر نفى عن نفسه القدرة على ذلك فأين هو من خير البشر! قال الله تعالى “قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ“. هذة قاعدة يجب أن يأصلها المسلم في نفسه، لا يملك من أمره شيء إنما الأمر كله بيد الله ذو الجلال والإكرام.
ومن جهله أيضًا أنه يظن بنفسه القدره على استجلاب الخير واستحقاقه التام والغير قابل للشك في ذلك الخير، ورد الشر الذي يرأى أنه لا يستحقه عن نفسه! وكأن الابتلاء شر محض وقد قال الله تعالى “ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا” وما هو إلا سنة من سنن الله في الخلق. ومن شروط هذا الإستحقاق أن يؤكد على نفسه كل يوم بتمام قدرته واستطاعته على الاعتماد عليها فقط -أي على نفسه- في ذلك! ويستطيع الإنسان الفطين أن يرى أننا في الأذكار نستعيذ من هذة النفس مرتين في اليوم كل يوم “أعوذ بك من شر نفسي” و “ولا تكلني لنفسي طرفة عين”. فأي استحقاق يتكلمون عنه، استحقاق يورد النفس مورد الهلاك والشر. ويظن أن العيش لا يحتمل إلا بوجود معنى لحياته! فلسفة غربية اتفهم سبب نشؤها بالغرب وانتشارها واستغرب من محاولة الإنسان المسلم أن يطبقها على حياته.
معنى حياتك كمسلم أن تعبد الله وأن تعمر الأرض بما يرضي الله، قال تعالى “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” الصلاة والذكر وقراءة القرآن هي كل من يهم في يومك كمسلم وهي الأساس، وأن ترعى الله في أمورك الدنيوية كإنجاز مهني أو دراسي. وليس العكس، أي أن نجعل الإنجاز والاحتفاء به مقدم على الطاعات والصلاة والأذكار وفي الحديث الصحيح “من كانت الدُّنيا همَّه ، فرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عينَيْه ، ولم يأْتِه من الدُّنيا إلَّا ما كُتِب له ، ومن كانت الآخرةُ نيَّتَه ، جمع اللهُ له أمرَه ، وجعل غناه في قلبِه ، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ” وهذا ما يربى عليه النشء. أن دينه دين كامل، يعلمه ويؤدبه ويسن له أسلوب حياة متوافقه من فطرته. ما بين أوامر ونواهي وابتلاءات واختبارات حتى يلقى ربه. وكم من حمل سيسقط وراحة بال سيستأنس بها إن تعلم الإنسان حدوده وأدرك يقينًا سبب وجوده وعرف أولوياته وعاش وفقًا لذلك كله.
كل ما كتبت كان خلاصة بحث وتجربة وقراءة، ومحاولة مستمره لتربية وتهذيب نفسي. قرأت كثيراً في فلسفة معنى الحياة وأرشح كتاب الأستاذ عبدالله الوهيبي “معنى الحياة في العالم الحديث”.
تتبدل الأيام وتتبدل أحولنا معها نتقلب بين حماس مشتعل وإنطفاء تام. قرأت قبل فترة تغريدة يتسأل صاحبها عن حقيقة وجود ضوء آخر النفق؟ فكانت إجابتي أننا نترقب الضوء في مكان خاطيء، الضوء بداخلنا لا بآخر النفق. وأؤمن أنه تعبير حقيقي وليس مجازي، بداخل كلاً منا سراج يضي له عتم الليالي والأيام الكالحة.
طبيعي أن تمر أيام نشتعل فيها ضياءً ننهي قائمة المهام اليومية ونعرج على المهام المؤجلة، نشعر بأن يومنا رائع ولو كان مليء بالصعوبات، بل نراها تحديات تزيدنا حماس. نُبدع في رؤية النعم المحيطة بنا، نمتلي فيها ضياءً و نعكسه على من حولنا. ثم تمر علينا أيام لا نستطيع فيها إشعال السراج فضلا عن انطفائه في المقام الأول. تكون الأيام معها صعبة ثقيلة لا نرى شيء على حقيقته، لا نرى شيئاً أبداً كل ما حولنا غارق في عتمة الظلام.
عند الإنطفاء كنت أجزع من الوضع الذي صرت إليه، أحارب بكل قوتي لإشعال السراج مجددا فأصبح أنا الفتيل الذي يحترق. دائما تفشل محاولاتي وتتفتت كآخر قطعة من فتيل اعتاد الإشتعال. فتطول مدة إنطفائي وإن عدت تكون عودتي بحماس أقل. حتى صرت أرى بوضوح لحظات انطفائي وضيائي أراه أمامي كرسم بياني بين صعود وهبوط. لاحظته أول مرة عند تقليبي لمفكرتي في قسم المراجعة نهاية كل شهر ميلادي، وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تتكرر كل شهر. تعلمت أنه كلما اشتد بي الضياء لزمتني أيام إنطفاء بعده ثم تعاود الكره مرات عدة. تعلمت أن لا أجزع عند انطفائي ولا أحارب المشاعر التي تجتاحني وقتها مثل الخمول والكسل لأني اعلم أنها تمثل نقطة إنطلاق جديدة.
الخروج من هذة الأيام يتطلب منا شجاعة اختيار الإنطفاء، يقتضى الأمر أن نستسلم فقط، ولا يعد الاستسلام هنا هزيمة بل بداية لانتصارات كبرى ومواجهة أقوى. فلماذا نخاف من الإنطفاء؟ هي مرحلة نريح فيها المحرك، هي مرحلة التزود بالوقود، مرحلة اكتشاف الذات والإنغماس في ملذات خاصة. وقد يكون هذا حافز رائع لمن يريد أن ينطفي للمرة الأولى، اكتشف وقودك. اسأل نفسك مالذي يساعد على إشعال فتيلك مرة أخرى؟ والقاعدة الرائعة هنا أن لكل منا وقود مختلف لسراجه، قد يكون وقت تقضيه مع العائلة أو قراءة كتاب أو الرسم أو طبخة جديدة أو التنظيف أو أعمال يدوية. اسمح لنفسك بالإنطفاء، اكتشف ذاتك وانغمس في ملذاتك.
في تدوينة هيفاء 7 مايو ذكرت مفردة «البطء» التي تفكر فيها كل يوم بشكل جديد فابتسمت على الفور لأني اخترتها لتمثل كلمة العام في مفكرتي أو ما يعني الطابع العام لهذة السنة. اخترتها بعد أن قرأت كتاب «في مديح البطء» والتي أوصت به بشدة نوال القصير وأشكرها على توصياتها الرائعة دائماً. اتذكر جيدا طريقتي في قراءة الكتاب لا أعلم أهو من تأثير العنوان عليّ حيث كنت أتناول مواضيعه ببطء ولذة عجيبة أنا التي كنت التهم الكتب التهاماً!
في فصول حياتي السابقة كنت أكثر انشغالاً وتشتتاً مني الآن، مع ذلك كنت استطيع تقريبًا السيطرة على قوائم مهام بقدر معقول. أما الآن بعد الأمومة أجاهد في السيطرة على قوائم مهام لا نهائية ومترامية الأطراف بكل المجالات ولا استطيع. أنا لا افتقر للإسترخاء لأني استقطع وقت لا بأس به عند نوم أطفالي ولكن المهام هي ما تؤرقني فما زال يعيش في داخلي ذلك الهاجس الغير مبرر لأنهائها كلها بسرعة وكأن موعد نهائي محدد لكل مهمة ماثل أمامي ويطاردني. حتى المهام التي استمتع بها مع الصغيرين مثل الاستحمام كنت اضعه في مفكرتي كمهمة يجب الانتهاء منها!
بعدما قرأت الكتاب ذهلت ببساطة الفلسفة التي يؤمن بها الكاتب أي فلسفة البطء. وشعرت باستاء لأني اطبق قانون التسارع على كل المهام، وشعرت باستياء أكثر لأني لا أتممها ثم لا أشعر بالرضا التام عن ما فعلت. شعور متواصل من تدني الإنتاجية وسوء التنظيم يطاردني كشبح. وهذا ما يحاول الكاتب أن يلفت نظرنا إليه ربط السرعة بالغضب.
هذا ما يقودنا إليه وسواس السرعة وتوفير الوقت. إلى الغضب في الطريق، والغضب في الأجواء، والغضب عند التسوق، والغضب في المكتب، والغضب في الإجازة، والغضب في صالة الرياضة. وبفضل السرعة، بتنا نعيش عصر الغضب.
في مديح البطء، كارل أونوريه
قررت الهدوء وإعادة كتابة قوائم المهام التي تطفو أمامي دائمًا وتشعرني بتدني إنتاجيتي لأني لم أتمها. وضعتها في قسم خاص بها آخر المفكرة كما أفعل بداية كل سنة عند اقنتائي مفكرة جديدة. خصصت بعضها لي وبعضها لزوجي وبعضها مهام مشتركة، نقوم بها سوياً أو يقوم بها شخص يكفي عن الآخر. المفارق في الموضوع أننا بدأنا بإنجاز هذة المهام هذة السنة مع أن هذة القوائم نفسها كانت تنتقل معي وتتضاعف على مدار السنوات السابقة. الاختلاف كان في فلسفتي في إنجاز المهام.
حين نخوض الحرب على عبادة السرعة، تكون خطوط القتال الأمامية داخل رؤوسنا. فسيظل التسارع الإعداد الإفتراضي حتى تتغير مواقفنا. علينا أن نتعمق أكثر. أن نغيّر الطريقة التفكير بها.
في مديح البطء، كارل أونوريه
حاولت أن افكر في الفلسفة الجديدة عند تحديد أهداف هذة السنة وكانت النتيجة مرضيه كأول محاولة للتغير. كما أن مخطط ال Passion Planner الذي ذكرته في تدوينتي السابقة ساعدني على تطبيق الفلسفة بسهولة. اعترف أنني فشلت في تحديد أحد هذة الأهداف ضمن فلسفة البطء وهو عدد الكتب التي أريد قراءتها هذة السنة. العدد كبير على الفلسفة الجديدة ولكن بعض الأمور تكون ضاربة في الجذور لا تتغير بسهولة. فلا بأس بالمرونة وبعض التنازلات.
في النهاية كشف الكاتب عن سر النجاج الذي تملكه حركة البطء، بأنها تروّج المتعة. أي أن مبدأ فلسفة البطء هو قضاء الوقت الكافي لإنجاز الأمور بالشكل الصحيح، وكذلك التمتع بها أكثر. وهذا ما لمسته واقعاً هذة السنة، فمع انقضاء خمسة أشهر من هذة السنة استطيع أن أجزم أنها فلسفة رائعة. فمعظم الأهداف أُنجزت، كما أنني استمتعت بالرحلة. والمؤشر الرائع لنجاحها هو اختفاء مؤقت العد التنازلي الذي كان ماثل أمامي طوال الوقت جنبا لجنب مع قوائم المهام اللامنتهية.
قد يتبادر لذهنكم من يكتب عن المنظم اليومي/المفكرة في آخر شهر مايو؟! نصل لمنتصف السنة والموضوع الذي اود الحديث عنه هو المنظمات اليومية! في نهاية السنة الميلاية والهجرية أيضاً يكثر الحديث عن المنظمات وأيهن أكثر فعالية من حيث التقسيم، وتحتل مقاطع تقيم المنظمات المراتب الأولى في البحث. وينتهي الجديث عنها بعد النصف الأولى من شهر يناير وهذا متوقع وكنت أنوي الكتابة عنها في مطلع السنة ولكن فقررت أن اكتب عنها بعد مضي عدة أشهربعد أن عدلت في طريقتي التي استخدمتها في 2022 و 2021 لأرى أيهن أفضل.
في البداية يجب عليكم معرفه تاريخي في التخطيط واختيار المنظم المناسب، اكتب اليوميات منذ 20 عاماً تقريباً في نصفها الاخير بدأت في استخدام المنظم اليومي المقسم لجدوله المهام لا اعلم لماذا ولكني اعتقد ان حياتي الجامعية كان لها دور في بداية استخدامي لها. جربت عدة منظمات من مختلف العلامات التجارية طوال العشر سنوات السابقة، حتى أنني جربت استخدام ال Bullet Journal وطرقها المختلفة. حتى وقع خياري أخيرا على ال Passion Planner. هذة سنتي الثالثة التي استخدم فيها هذا المنظم بدأته من 2021 ثم 2022 والآن 2023 وهذا دليل كافي على جودته، يتضمن المنظم:
مخطط الأهداف.
تقويم للسنة الحالية والقادمة.
مخطط شهري يوجد به: قسمين مخصصات للمشاريع الأول للمشاريع الشخصية والأخر للعمل.
مخطط اسبوعي يوجد به: كل أيام الأسبوع مقسمه بالساعات، وقوائم المهام المفصله للمشاريع الشخصية وللعمل.
في نهاية كل شهريوجد مجموعة من الاسئلة التي تعنى بالنظر إلى الشهر المنصرم وتقييمه من ناحيه الدروس المستفاده منه بالاضافة إلى تقييم خطة تحقيق الأهداف.
في النهاية قسمين كل قسم مكون من 20 صفحة في الاول صفحات فارغه وفي الاخير صفحات منقطه للكتابة الحرة.
سمعت عن المنظم لأول مرة من المدونة نجلاء في تدوينتها “٣ أنواع من الأجندة اليومية -مقارنة” وكان من ضمن خطتي دائماً ولكن كنت أأوجله لارتفاع سعره. في سنة 2020 وعند البحث عن منظم للسنة المقبلة قررت أن أكافئ نفسي به بعد أن حققت درجة الماجستير تلك السنة. لا أخفيكم أنه وبالنسبة لشخص يفتقر للحس الفني راعني منظر المستخدمين له رأيت الكثير من الرسومات والطرق التي تكلفني جهد في استخدامه لكني طلبته على أي حال. في منظمي الأول لم استطع فهم طريقته جيدا ولكن بعد ثلاث سنوات اصبح من الممتع أن استخدم منظمي الشخصي كما أحب. وسأكتب لكم طريقتي في ذلك:
أولاً مخطط الأهداف:
الصفحة الأولى تساعدك على كتابة الاهداف التي تريد تحقيقها في حياتك كلها ومن ثم الأهداف التي تريد تحقيقها خلال 3 سنوات من الآن ثم التي تريد تحقيقها هذة السنة ثم التي تريد تحقيقها خلال أول ثلاثة أشهر من السنة، واعتقد أنها طريقة رائعة. تساعدنا هذة الطريقة على وضع الحد الزمني لكل هدف، فالأهداف بعيده المدى مثل الاستقرار المادي لا يمكن تحقيقه بسهوله خلال سنة ولكن إذا وضعناه في الخطة بعيده المدى يمكننا كتابة تفاصيل الوصول لهذا الهدف كأهداف في الأقسام الأخرى. مثلاً يمكنني كتابة “التعلم على تداول الأسهم” أو “عمل تجاري ناجح” أو “وظيفة براتب معين” في خطة الثلاث سنوات. ثم كتابة “إنشاء محفظة وبدء التداول” أو “اكمال أول طلب لمتجري الالكتروني” أو “الحصول على عدة مقابلات وظيفية” في خطة هذة السنة. ثم كتابة “البحث والتعلم عن الأسهم” أو “دورة تجارة الكترونية” أو “إعداد السيرة الذاتية وتحسين الحساب الشخصي في لينكدان” في خطة الثلاثة أشهر. نلاحظ أن التقسيمات ساعدتنا في تحديد أهداف واقعية سهلة التحقيق خلال مدة معينة.
الصفحة الثانية تلزمك باختيار أحد الأهداف التي تريد تحقيقها هذة السنة تحت اسم GAMECHANGER اي الهدف الذي يعتبر فارق كبيرعند تحقيقه ويحتاج للكثير من التخطيط والعمل. مثلاً “اكمال أول طلب لمتجري الالكتروني”. ثم تحديد الأمور التي تساعد في تحقيقه على أقسام وكل قسم ماذا يتطلب وكتابتها على شكل خريطة ذهنية. مثلاً التعلم عن التجارة الالكترونية ويندرج تحتها متابعة حسابات مهتمه في هذا المجال، التسجيل في الدورات. القسم الثاني تحديد المعالم الأولى للمتجر ويندرج تحتها دراسة جدوى للموضوع، اختيار المنتج، واختيار اسم وشعار للمتجر، إكمال الإجراءات القانونية. القسم الأخير تحديد المعالم الأخيرة للمتجرمثل إنشاء الحساب، طلب المنتجات وتخزينها، تصوير المنتجات، رفع الصور بعد تحديد الأسعار.
يفضل تحقيق ال GAMECHANGER خلال الستة أشهر الأولى، لأن بعد شهر يونيو أي عند منتصف السنة ستعاد نفس هذة الصفحات لمراجعة الأهداف بشكل عميق ومن ثم تحديد GAMECHANGER آخر للعمل عليه في النصف الأخير من السنة. ممكن أن يكون امتداد للأول إذا كان الهدف كبير وخطواته كثيرة ومن الممكن أن يكون الهدف قد تحقق ومن ثم نستطيع أن نختار هدف آخر.
ثانياً التقويم السنوي:
أحدد الأيام المهمة بالسنة، وأخصص ألوان معينة لتلوين اليوم بعد إنتهائه مثل اخضر لليوم السعيد، وأحمر لليوم الحزين، أزرق لليوم الذي أحقق فيه إنجازات، وبرتقالي لليوم الذي لا استطيع فيه عمل أي شيء، بنفسجي لليوم العادي. يساعدني على أخذ نظرة شاملة على مشاعري خلال السنة.
ثالثاً التقويم الشهري:
اكتب فيه المواعيد والالتزامات الاجتماعية فقط مثلاً موعد طبيب، اجتماع عمل، موعد سفر. وفي المكان المخصص لل GMAECHANGER اكتب مصاريف الشهر بالتفصيل ليسعادني على فهم وضعي المادي واتخاذ بعض القرارت. يوجد أيضا قسم لتحديد المشاريع التي يجب العمل عليها خلال هذة الشهر سواءاً كانت مشاريع شخصية أو عمل. استخدتها مرة واحدة ولم التزم بها مع ذلك أرى انها إضافة رائعة للتقويم الشهري.
رابعاً التقويم الأسبوعي:
يختلف عندي هذا القسم من أسبوع لآخر، في بعض الأسابيع تكون مكتظة بالمهام والفعاليات فأدون كل ما أريد فعله وما حدث وما أريد أن اتذكره بالتفصيل هنا وبعض الأسابيع تكون خفيفة وفارغة وهذا لا بأس به. مع أن الأيام مقسمه لساعات وبالعادة أرفض هذة الفكرة عند شرائي لمنظم جديد إلا أنه في ال Passion Planner لا يؤثر حقيقة كثيرا لوجود مكان مخصص لقائمة المهام، فأستطيع كتابة قائمتي في مكانها المخصص واستخدام المساحة المقسمة للساعات كما يحلو لي. ولأن حسي الفني ضئيل جداً فإن المساحة البيضاء المخصصة للرسومات في مفكرتي تظل دائما بيضاء.
خامساً الانطباع الشهري:
من أكثر الاقسام التي أهملتها في لسنوات الماضية وأحببتها جدا هذة السنة فخصصت لها آخر يوم في الشهر للعمل عليها. هي عبارة عن مجموعة اسئلة يطلب مننا الجواب عليها نهاية كل شهر. أول سؤالين اعتبرها دروس مستفادة من الشهر المنصرم ثم أربعة اسئلة مخصصه عن الأهداف التي أريد تحقيقها وكيف يجري العمل عليها والمقصود هنا طبعا الأهداف الذي سبق تحديدها في قسم مخطط الأهداف. والجواب هنا يساعدني على إعادة توجية البوصلة وتقييم العمل على أهدافي خلال الشهر المنصرم. وبالأخير سؤال عما أريد اتركيز عليه في الشهر المقبل وذلك لأبدأ الشهر الجديد وقد حددت الهدف الذي أريد التركيز عليه وتحسين العمل على تحقيقه.
سادساً قسم الكتابة الحرة:
قسم الصفحات الفارغة عنونته بقسم ال Brain Dump وهو القسم الذي التجي إليه عادة عند تراكم الأشياء والضياع. أفرغ كل ما افكر به والخطط التي أريد تنفيذها بدون أي ترتيب للأفكار. إذا رأيت أحد الأفكار قابله للتنفيذ بدأت بنقلها للمخطط الأسبوعي والعمل علبها. وإذا لم يعجبني شيء أهملت المكتوب بالكامل وقد استفدت من تفريغ مخي للعمل عى شيء آخر.
قسم الصفحات المنقطة مخصص لتتبع، مثل تتبع رحلة إنقاص الوزن و تتبع مهام مؤجلة قديمة سواءاً كانت مهامي أو مهام زوجي أو مهام مشتركة، و تتبع قراءات السنة … الخ من الأفكار اللانهائية.
والميزة الرائعة في ال Passion Palnner أنهم يوفرون نسخة مجانية على موقعهم يمكنكم طباعتها وتجربتها قبل الشراء. كانت تدوينه ممتعه لي وأنا اكتبها وأتمنى أن تكون ممتعه لكم وأنتم تقرؤنها.